دلع كرشك

مُقدمة لابد مِنها لزُوم العَتَبَة الجديدة
الكِرش الشَعبي هو مُواطِن مَصري، مُهتم بالأكل –مِن زَمَان- وبالكِتَابة، ولذلك قرر من أواخِر العام 2013 أن يكتب عن الأكل في القاهرة والإسكندرية – نظرًا لظروف العمل المُقيّدة جغرافيًا- ويشارك الناس رأيه فيما يتم تقديمه في مطاعمهما، أو ما يُعرف عالميًا بالفوود- كرِيتِيك (Food critique). قليلًا ما يكتب بالفصحى إلا في المناسبات السعيدة، مثل التعرف على قُرَّاء جدد في عتبة جديدة كـ«المَصرِي اليُوم»، وعادة ما يَكتُب بالعامية، لزوم القُرب من القَلب والأذن والعَقل. كُل ما يلي في هذا المقال وما بَعدُه هو رأيي الشخصي جدًا في طيف واسع جدًا من الأكل المقدم على الموائد المَصرية؛ طيف يبدأ بـ«مَيِّة السَلَطة المِتحَبّشَة» ولا يَنتهي بطبق فرنسي من الفْوَاجْرَا (Foiegras، أو كبد البط/الأوز «المِتزَغَّط»).
مَتن مَا بعد المُقدمة
في كُل الأساطير الشعبية، لمَّا البطل بيختفي لأي ظرف ما، يبدأ الناس في الأسطورة البحث عن أي شبيه للبطل يِنفَع يحل محله. مُمكن يكون شَبَهُه، أو مِن عِيلته، أو حتى شخص مُختلف بس أضعف شوية من البطل الأصلي. وعَادَةً، أوّل كام مرشح للمنصب ده بيفشلوا، لحد ما ربنا يبعتلهم بطل يِقدر يكمِّل بيهم قصته.
نَفس الكلام دَه حصل لناس كثيرة في القاهرة، لما عرفوا خَبر تَشمِيع محل البرنس، اللي كان مَقصِد الكثيرين من الباحثين عن البهجة في الطعَام. ومن بعد ما المحل اتشمع بالفعل، بدأت رِحلة البَحث عن محل يتزعم فئة المطاعم اللي بتقدم أكل بيتي مَصري. ومِن أكثر الأسامي اللي اترشحت، كان مَطعَم «الإخلاص والأمانة»، لصاحبه كابِر صُبحِي. وكَجُزء من رحلة بائسة لترميم الفراغ اللي كان بيشغله «البرنس» في كِرشِي، كانت الزيارة واجبة.
مطعم الإخلاص والأمانة
المَطعَم مَوجود في روض الفرج، وبالتحديد 4 شارع فراج حميدة في روج الفرج. يِمكن السكة مش معروفة قوي لأي حد غريب عن المكان –الحقيقة، هي مجهولة كلية مش بس يمكن مش معروفة- بس لو وصلت لروض الفرج، ألف مين يدلَّك عليه. أول ما وصلت، لفت نظري الزحام الشديد عالمَحَل، وكُونه في حالة فوضى شنيعة؛ اللي قاعد واللي بياكل واللي مستني الناس تقوم واللي مش عارف يعمل ايه واللي بيلف على ترابيزة ترابيزة يسأل الناس «خلصتوا أكل؟». باختصار، ومن أول لحظة مقارنة، كان واضح التجربة كلها رايحة على فين، وكان واضح إن المقارنة ظالمة تمامًا. رِحلة البحث عن ترابيزة وكراسي لـ 5 أفراد والوصول ليها وسط زحمة الترابيزات والجلوس، استغرقت حوالي 30 دقيقة، أما بقى إن حَد ييجي ينضف الترابيزة ويجيبلك سلاطات وياخد طلبك، فَ دِيه لوحدها استغرقت 30 دقيقة كمان مع إلحاح وزن شديدين مننا. واحنا بنطلب، كانت الصدمة الأولى، مفيش طواجن موجودة خلاص إلا طاجن الملوخية، فاضطررنا نسلك نفسنا بالموجود.
السلاطات اللي نزلت كانت سلطة بلدي وطحينة. السلطة البلدي كانت عادية جدًا، والطحينة كانت «سخنة» بشكل مريب شويتين، بس الصراحة كانت حلوة مش وحشة. بعدها بشوية، ظهر أحسن حاجة في الوجبة كلها تقريبًا، العيش البلدي الطازة. الإخلاص والأمانة بيجيب عيش من مخبز جنبه شغال طول الوقت، وده بيضمن إن رغيف العيش يطلع قدام عنيك وتشقه وهو سخن. بعدهم، نزلت طماطم بالثوم، لطيفة جدًا وبتضفي طعما رائعا عالطحينة.
أكلات شعبية
أكلات شعبية
أكلات شعبية
الغريب بقى، إن أول طلب نزل الترابيزة بعد السلاطات، كان الكفتة! الطلب في الأصل كان كفتة وطرب وحواوشي، بس بعد ما طلبنا بربع ساعة، بلغونا إنه للأسف مفيش حواوشي كمان. فوجئنا بعدها إنهم منزلين ضعف الطلب من الكفتة، وده كان لُه تبرير لطيف جدًا «أصل الطرب خلص فجيبنالكم كفتة مكانه». عامة، الكفتة كانت سيئة جدًا وأقرب للكفتة المجمدة اللي بتشتريها من السوبر ماركت، مش متعصجة كويس ولا فيها دِهن يحافظ على تماسكها ولا ليها طعم؛ مجرد لحمة قدامك وخلصنا.
أكلات شعبية
بعد كده، نزل 4 طلبات مع بعض؛ الكبدة والقوانص (الاتنين باللية) ورز أبيض ورُز بسمتي. الكبدة كان فيها عيب أساسي، وهي إنها لا مطبوخة مع بصل كفاية ولا مع فلفل أخضر، وده أضعف طعمها بشكل سخيف، زائد كونها خالية من أي ملح عالإطلاق، وده قضى عليها تمامًا. القوانص كان فيها شوية بصل أزيد «شوية» من الكبدة، وده إداها «شوية» طعم زيادة برده بس ضعيف جدًا. الكبدة والقوانص كانوا مخيبين جدًا للآمال. الرز الأبيض كان لطيف جدًا، مفلفل كويس وعليه شوية لحم مفروم مبينين طعم الرُز. البسمتي كان أكثر من عادي، وفي وسطه ورق لاورو، وهي حركة من أغبى الأشياء الممكنة، لأنه سهل جدًا يجرح اللثة وأنت بتاكل. ورق اللاورو والحبهان بيتشالوا من الأكل يا جماعة مش بيفضلوا علشان ينغصوا علينا عيشتنا.
أكلات شعبية
أكلات شعبية
أكلات شعبية
أكلات شعبية
خِتامًا، ظهر طاجن الملوخية، ولنا هنا وقفة. علشان تستحق لقب «خليفة البرنس» في الملاعب، فَ مِن المنطقي إنك تسد في أشهر حاجات بيعملها البرنس؛ الكبدة والسجق والملوخية. المنطقي إنك تبقى عامل ملوخية تتجاوز –على الأقل!- الملوخية البيتي وأي ملوخية تانية بُتقدَّم في أي مطعم في مصر. الواقع المُؤسف، إن الشيء الوحيد المماثل لملوخية «الإخلاص والأمانة» هي ملُوخية «لِينا» مِن مسرحية «المتزوجون». مَكَنش فِيها «حاجات بتمشي»، بَس هي كانت عبارة عن طاجن من الشوربة، متقطع فيه شوية ورق ملوخية، خالي من التقلية –الطلب كان طاجنين ملوخية، واللي في الصورة دَه الطَّاجن اللي كان فيه شوية تقلية، لكنها بدون طعم تمامًا- وخفيف بدرجة تخليك متيقن إن دِيه ملوخية متخففة بمياه. الملوخية كانت كارثة حقيقية، ودِه كانت من المرَّات القليلة اللي كان قدَّامي فيها طاجن ملوخية وآخد منه معلقتين وأسيبه.
أكلات شعبية
الشيء الألطف في اليوم، إنه بعد انتظار طويل، وبعد تسلسل غير مفهوم لنزول الطلبات، وبعد مكان أبعد ما يكون عن أي قواعد للنظافة، اكتشفنا واحنا بنحاسب إنه في حاجات تانية طلبناها ومنزلتش ومحدش قالنا عنها حاجة، وبالمرة شالوها هم من الشيك من سُكات؛ وهما شوربة الحمام ونص فرخة. الحساب الكُلّي لـ(طاجنين ملوخية + طلبين رز أبيض + طلب رز بسمتي + ربع كيلو كبدة + ربع كيلو قوانص + نص كيلو كفتة) كان 150ج، وهو سعر في رأيي ملائم جدًا للمكان وقدراته.
خِتامًا، مطعم «الإخلاص والأمانة» بالنسبة لِي عُبارة عن شخص وجد نفسه فجأة وسط زحمة ودوشة وطلبات لا تنتهي وناس بِتحمله مكانة هو مش قَدَّها، فَ كُل شيء انهار منه وباظ. وده بكل تأكيد يفسر الجملة اللي سمعتها من ناس قاعدة في المحل وسط الأكل: «عُمر ما دَه حصل لنا في البرنس».
تقييم الكرش الشعبي : 3/10
نصيحة الكِرش الشعبي
مَترُوحُوش. يِمكن قدام لما الضغط يخف عنه شوية يِقدر يسترجع مستواه *اللي سمعت عنه*، بس للوقت الحالي، «الإخلاص والأمانة» يُمثِّل تضييعا للوقت والفلوس وحَرقِة دم للحصول على الحد الأدنى من الخدمة، وكُل دَه علشان تاكل أكل مَفِيهُوش أي طعم يِستَاهِل البنزين اللي حتسوق بيه حتَّى.
خَاتِمَة
«الكِرش الشعبي» بدأ أولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولِذا، فمُعظَم نشاطه موجود هناك. مُمكن تتابعوني على تويتر، وفيسبوك، وإنستاجرام وتَمبلر؛ كل اللي عليكم هو البحث عن «الكِرش الشَّعبِي» أو استخدام الروابِط الآتية:
إنستاجرام: https://instagram.com/Kershsa3eed
http://www.almasryalyoum.com/
Newest

1 التعليقات :

Click here for التعليقات
4 مارس 2022 في 8:32 ص ×

Hard Rock Hotel & Casino - Dr. Maryland
Find a Hard 시흥 출장샵 Rock Casino in Hanover, MD and get your hands 경주 출장안마 on some 대전광역 출장샵 cool gaming action 당진 출장안마 with Hard Rock Casino. Click to 시흥 출장샵 see the current odds, games,

Congrats bro galenearnshaw you got PERTAMAX...! hehehehe...
Reply
avatar